تعيش الأندية المغربية و منذ زمن طويل على وقع الاهتمام الكبير بالفريق الأول و تفضل الخضوع لسياسة الانتداب و ذلك بغية تحقيق النتائج في أمدٍ قريب .
حيث نجد غالبية الفرق بأنها تمارس بعناصِرٍ مستقطبة لا تتكون من أبناء النادي، و هو ما أنتج تحريفاً في هوية النوادي المغربية التي أصبحت تعتمد على أبنائها بدرجةٍ أقل .
بالإضافة إلى هذا تحولت البطولة الوطنية إلى مركزِ تبادلٍ يطغى عليه الطابع الرأسمالي، فإن وجدت اليوم لاعباً جاهزاً يمارس بأحد الفرق ستجده غداً يحمل قميص فريقٍ آخر يبحث عن تحقيق أهدافه بالانتداب أيضاً .
سيرورةٌ مغلقة اقتحمتها الأندية لتنتج بذلك عيوباً صارخة و ظاهرة، تتمثل في تهميش العمل القاعدي و الفئات السنية التي أصبحت آخر محطاتها هو الفريق الرديف و من بعدها البحث عن أحد الفرق في مظاهر للتهميش و الإقصاء و هو ما يوضح عدم صبر الأندية على أبنائها .
فحتى مداخيل الأندية تذهب و تخسر كلها على تجهيز الفريق الأول، و تتناسى فرق الفئات السنية من عملية التوزيع هذه التي تجدها تفتقد حتى للمعدات الرياضية و الأقمصة و ما غير ذلك.
الموضوع هذا الغرض منه ليس التعميم، و لكن هي نظرة شاملة لأحد أكبر عيوب الأندية المغربية التي تجد نفسها أمام عائق عدم استمرارية النجاح الذي ما هو إلا نتيجة لتهميش الفئات السنية و التركيز على الفريق الأول، كمحاولة لإرضاء الجماهير الكروية التي تفتقد للصبر هي أيضاً في بعض الأحيان، و هو الأمر الذي سيحصر الأندية المغربية بين مطرقة النجاح السريع و سندان التهميش و غياب التكوين .
” نزار صبري “
اترك رد