أسابيع قبل مباريات النصف من دوري أبطال إفريقيا و أيام بعد مباريات الذهاب، لم يهدى بالُ الإعلامِ المصري و لو لثانية، برامِجٌ و نشرات إخبارية لا شيء فيها من غير الحديث عن نصف الوداد و نصف الرجاء أمام قطبي القاهِرة .
قد يكون الحديث أمراً عادياً ما دامت الأهلي و الزمالك أحد أطراف النصف، لكن العادي يتحول إلى غيرعادي حين تفيضُ مضامين الخطاباتِ فيه بِلُغة الضغطِ، التهجم و التشكيك في الاتحاد المغربي لكرة القدم و كذلك التقليل من تاريخِ فرق مغربيةٍ تعتبر رُموزاً تحمل من الشرف و الطهارةِ الكروية ما يكفيها لتجنب أي مساعدةٍ خارجية لم تحظى بها أبداً … و التاريخ يكتبُ ما لا يقال .
يحترم الجسد الصحفي الرياضي في العالم بعضه البعض مهما كان الانتماء، ما دامت الأحداث الرياضية أحداث عابرة يحددها وقت زمني وجيز، و لكن في هذا الوقت الوجيز للعقل فرصة تقبل الأمور المنطقية و رفض كل ما هو غير منطقي، فالعديد من المنابر المصرية و ليس كلها أصبحت تصيغ و تنسجُ أسطراً الغرض منها ليس هو قول الحقيقة بل هو الضغط الشرس على الأندية المغربية ، الاتحاد الكروي، الاتحاد الإفريقي و حتى وزارة الصحة المغربية .
الإعلام المصري يستغل حريته بشكل كامل و مكمول، مما جعله يخدِم مصالح الأندية المصرية و إن اقتضى الحال عدم وضع أي اعتبارات لسلامة لاعبي الرجاء و الوداد، فلهم الحق في ذلك و لنا الحق في الغيرةِ و الدفاع عن شرف أنديتنا ما دامت تحمل راية مغربٍ شريف، و أمام كل هذا يبقى المغزى من هذه الأسطر هو معاتبة نفسنا جميعاً كإعلاميين ما دمنا لا ندافع على حقنا و لا نمارسَ ما يُمارَسُ على الأندية المغربية التي هي في الحاجةِ إلى سندٍ آخر ما دام السند الأول غاب عن المدرجات بسبب كورونا .
” نزار صبري “
اترك رد