في مباراة تألق فيها حارس منتخب جزر القمر بينبوينا، و تفنن مهاجمو المغرب في إهدار الفرص، تمكن المنتخب الوطني المغربي من ضمان بطاقة تأهله لدور خروج المغلوب في كأس أمم إفريقيا “توتال إينرجي” الكاميرون 2021.

و دخل أسود الأطلس المباراة في ثوب المرشح لتحقيق نتيجة عريضة، قياسا على الفوارق الفنية و جودة اللاعبين في المنتخبين، و كان بإمكانه ذلك لولا الرعونة الكبيرة أمام المرمى.
أبناء خليلوزيتش بسطوا سيطرتهم بالطول و العرض طوال المباراة، اللّهم بعض اللمحات النادرة من منتخب جزر القمر الذي يشارك في أول كأس إفريقية له. و تمكن أملاح من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 16 بعد تمريرة عرضية من أشرف حكيمي لم ينجح تيسودالي و الكعبي تواليا في إسكانها في المرمى قبل أن يستحوذ عليها لاعب الوسط القادم من الخلف و يثبت ثلاثة مدافعين معلنا عن افتتاح حصة التسجيل.

و عندما ظن الجميع أن المنتخب سيكون في طريق مفتوح نحو المرمى القمري، ضاعت الفرص تباعا وسط استغراب الجميع، بوفال أولا ثم الكعبي الذي ضيع انفرادا صريحاً ثم أساء التمركز مرّتين أمام تمريرات تيسودالي، أو أن الأخير من لم يحسن الإختيار في التمرير… على أيّ…
خلال الشوط الثاني استمر السيناريو نفسه و استمرت الكرات المُهدرة ما جعل المدرب يقوم ببعض التغييرات في الخط الأمامي فزج بالنصيري الذي عوض الكعبي و لم يكن أوفر حظا منه فضيع بدوره انفرادا صريحا و عاد ليهدر ضربة جزاء سددها بطريقة سيئة، و دخل فيصل فجر مكان عمران لوزا و دخل أبوخلال مكان تيسودالي و تمكن أخيرا من توقيع الهدف الثاني قبل نهاية المباراة بدقائق بعد عملية هجومية جماعية متقنة…
كخلاصة، فرغم الأداء الذي لم يرقَ لتطلعات الشارع الرياضي الذي عادت له بعض الشكوك نظرا للنقص الرهيب في الفعالية، إلا أن الإيجابيات تبقى واضحة، أهمها التأهل و الإقتراب من صدارة المجموعة، دون نسيان الصلابة التي أبان عليها الدفاع و الحارس بونو الذي لم يتلق أي هدف لحدّ الآن، و أخيرا و ليس آخرا، اللياقة و الجاهزية البدنية العالية التي ظهرت على كل لاعبي المنتخب رغم الظروف المناخية الصعبة التي يعرفها الجميع، و هنا يجب التسطير على العمل الجبار و الاحترافي الذي يقوم به الطاقم التقني و المعد البدني…
اترك رد