بانتهاء بوابة الميركاتو لهذا الصيف، وصلت الفرق الأوربية إلى مرحلة الجد، فقد أدخلت كل الفرق تعديلات على تركيباتها البشرية، و أجرى كل نادٍ على حدة الإنتدابات التي يراها مناسبة أو التي سمحت بها قدرته المادية…
فريق برشلونة لم يخرج على هذه القاعدة، الرئيس لابورتا بدأ بتجديد الثقة في المدرب كومان قبل أن يدخل السوق، و كانت الإنتدابات كلها بطلب من التقني الهولندي… لكن، و كما يعلم الكل، الفريق الكطلاني الذي يعاني من أزمة اقتصادية غير مسبوقة لا يمكنه صرف الأموال و الحصول على صفقات عملاقة، فاتجه نحو اللاعبين المتاحين مجانا و حاول تسريح ذوي الرواتب الكبيرة لخلق الموازنة المالية…
ما يلاحظ في التشكيلة الحالية هو الحضور المهم للاعبين الهولنديين بقيادة مدرب من نفس البلد، و هنا نجد نفسنا مجبرين على المقارنة مع بداية الألفية، موسم 99-2000 حين كان لويس فان خال مدربا و كان الفريق يضم كوكبة من لاعبي الأراضي المنخفضة، سنجد في الدفاع فرانك دي بوير و رايزيغر، كوكو و أوفرمارس و زيندن في وسط الميدان، إضافة لكلويفرت المهاجم…

خلال هذه السنة بالذات، تغيرت معايير الإنتدابات في أوربا بعد إنشاء الإتحاد الأوربي و العملة الموحدة و إلغاء الحدود، فلم يصبح الأوربيون يعتبرون كأجانب و هو ما أنعش بشكل كبير سوق الإنتقالات، و وجود فان خال في البارصا كان سببا مباشرا في إستقدام الهولنديين، طبعا هناك التفاهم في اللغة و أيضا في تطبيق تكتيك المدرب على أرض الميدان…. لكن دعونا نرى كيف كانت النتائج الرياضية في “الفترة الهولندية الأولى” إن صح التعبير…


جاء فان خال للبارصا سنة 1997 و حقق مباشرة لقبين متتاليين في الدوري، لكن بعد ذلك غاب عن منصات التتويج ، في موسم 1999-2000 كان الفريق يعاني في وسط الترتيب و كان بعيدا عن التأهل للمنافسات الأوربية، الفريق استعاد توازنه بعد ذلك و استطاع اللحاق بالمركز الثاني في الدوري لكن مع الإقصاء من كأس الملك و دوري الأبطال، طريقة اللعب لم تكن جذابة، كانت دون إقناع لينتهي الأمر بإقالة المدرب مع متم الموسم…. استمر بعد ذلك الغياب عن المنصات حتى موسم 2004/2005 حين توج الفريق بالليغا، و فترة الجفاف هذه هي بالضبط الفترة التي كان الحضور الهولندي فيها كبيرا….!!!

بالأرقام التي لا تكذب، لم يحقق الهولنديون حينها النجاح المتوقع، فرغم أن طريقة التيكي تاكا التي اشتهر بها النادي هي في الأصل فلسفة هولندية جلبها الراحل يوهان كرويف، إلا أن شبان لاماسيا طبقوها بشكل أصح و حققوا بها نجاحات باهرة سنوات قليلة فيما بعد، بقيادة غوارديولا و جيل لا يمكن أن يتكرر…
بالعودة إلى فريق برشلونة اليوم، فإننا نجد -بالإضافة إلى كومان المدرب- فرينكي دي يونغ في وسط الميدان إضافة للقادمين الجديدين ممفيس ديباي و لوك دي يونغ في الهجوم، دون ان ننسى فيينالدوم الذي كان تقريبا برشلونيا قبل أن يغير الوجهة لباريس في آخر دقيقة… إذن ثلاثة لاعبين ذوو نزعة هجومية و يبدو أنهم سيلعبون أساسيين، هم قادرون على إعطاء الإضافة المرجوة، طبعا فرينكي منذ الموسم الماضي قطعة أساسية، ممفيس استطاع التأقلم بسرعة و أبان عن قدرات كبيرة، بالنسبة ل لوك سيتعين عليه العمل أكثر لإزاحة برايتوايت و آغويرو،
مهاجم مميز بالرأس و يتقن دور المحطة، هو ليس بجودة لوكاكو و بنزيمة لكنه قد يفي بالغرض…

طبعا من السابق لأوانه إجراء المقارنات بين الفترتين الهولنديتين، فالظروف مختلفة و الإنتظارات كذلك، في عهد فان خال كان الفريق قويا و تم تعزيزه ليزداد قوة فكان العكس، أما اليوم فالبارصا في طور البناء و دخول مرحلة ما بعد ميسي، فهل يستطيع ديباي حمل المشعل؟ سنرى…. و لو أن جماهير برشلونة العريضة عبر العالم تريد الألقاب فقط، و ستطالب برأس المدرب و لن ترحم اللاعبين في حال الخروج بموسم مخيب آخر….
اترك رد