بورتريه: ليبرون جيمس ومسيرة نقش اسمه بالأرقام ضمن قائمة الأساطير

في كل حقبة زمنية من حياتنا، لبد من ظهور أسطورة تبرز في رياضة معينة، ولأن لكل رياضة أساطيرها، نجد في رياضة كرة السلة أسماءً عديدة تركت أثراً بالغاً في هذه اللعبة، حتى تمكنت من صناعة تاريخاً سيبقى خالداً في أذهان المتابعين على مرّ التاريخ.

عندما نتحدث عن التتويج الأخير لفريق لوس أنجليس ليكرز بدوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، لن نمر مرور الكرام دون تسليط الضوء على الأيقونة “ليبرون جيمس” الذي قاد فريقه إلى لقبه السابع عشر من قلب مدينة “أورلاندو” على حساب خصمه ميامي هيت (4-2)، معادلاً بذلك الرقم القياسي لغريمه الأزلي بوسطن سلتيكس.

ما لا تعرفه عن ليبرون جيمس

وُلد ليبرون جيمس بتاريخ 30 دجنبر عام 1984 في مدينة أكرون الأمريكية، ربته والدته غلوريا لوحدها إذ لم يكن والده يعير إهتمامه بولده كما أنه كان محكوماً عليه بالسجن، سمحت له والدته بالانتقال للعيش رفقة عائلة مدربه فرانك ووكر الذي عرفه على أبجديات لعبة كرة السلة للمرة الأولى وهو في عمر تسع سنوات، تميز ليبرون خلال فترة دراسته في الثانوية، ما خول له الانضمام مباشرة إلى دوري المحترفين الأمريكي دون المشاركة في دوري الجامعات، تسلطت عليه الأضواء بشكل سريع لتدخل بذلك شركة نايكي للأحذية الرياضية في الخط ووقعت معه الصفقة قُدرت قيمتها المالية بتسعين مليون دولار أمريكي، وبات جيمس منذ سنة 2006 من أشهر لاعبي كرة السلة في الدوري الأمريكي إلى يومنا هذا.

جيمس لا يتحدث إلا بلغة الأرقام

ولأن لكل مجتهد نصيب استطاع النجم ليبرون تدوين اسمه بأحرف من ذهب في قائمة الأساطير، حيث نجح في مزاحمة أفضل اللاعبين على مستوى التمريرات الحاسمة وتسجيل النقاط في تاريخ دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، فعندما نستعرض قائمة أفضل اللاعبين مسجلي النقاط في تاريخ الدوري، يأتي جيمس في المركز الثالث ب34,241 نقطة خلف الوصيف كارل مالون الذي يملك في رصيده 36,928 نقطة، بينما يتصدر لاعب فريق ليكرز كريم عبد الجبار اللائحة ب38,387 نقطة، أما على مستوى قائمة أساطير التمريرات الحاسمة على مرّ التاريخ، يوماً بعد يوم يحاول جيمس تسلق المراتب بثبات وتحطيم الرقم القياسي في هذا الجانب، اليوم يحتل المركز الثامن في القائمة برصيد 9346 تمرير حاسمة، خلف ثلة من نجوم اللعبة بقيادة لاعب نادي يوتا جاز جون ستوكتون متصدر القائمة ب15,806 تمريرة.

من الأسطورة ليبرون جيمس أم مايكل جوردان؟

قد لا يختلف اثنان من متابعي كرة السلة حول العالم على صعوبة اختيار الأفضل بين جيمس وجوران، فلكل منهما أرقامه وألقابه، البداية بالنجم مايكل جوردان الذي أحرز لقب الدوري ست مرات خلال ست نهائيات رفقة فريق شيكاغو بولز في تسعينات القرن الماضي، بينما نال جيمس يوم الأحد لقبه الرابع في مسيرته الزاخرة، بعد خوضه لعشر نهائيات مع ثلاث أندية مختلفة، وهي كليفلاند كافالييرز ثم ميامي هيت ولوس أنجليس ليكرز.

لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه “هل التتويج بعدد كبير من الألقاب هو المعيار الأنسب الذي يعتبر اللاعب بمثابة أسطورة؟

إذا كان الجواب نعم، هنا لبد من استحضار إسم حقق اللقب أكثر من جيمس وجوردان، ويعتبر من عمالقة فريق بوسطن سيلتيكس خلال الستينات، حيث يتعلق الأمر بالأمريكي بيل راسل الذي توج بالدوري 11 مرة احتاج 13 موسماً لتحقيق هذا الإنجاز، في حين وصل جيمس للنهائي عشر مرات، مناصفة مع لاعب فريق ليكرز “كريم عبد الجبار”، بينما استطاع لاعب بوسطن “لسام جونز” أن يصل للمشهد الختامي في 11 مناسبة.

تغريدة الغريم التقليدي لمايكل جوردن

من النادر أن تجد لاعباً يمارس مع إحدى الفرق في دوري “NBA” يعترف بقدرات ومستوى خصمه، نظراً للمنافسة الشرسة بين الخصوم امتدت منذ إطلاق صافرة انطلاقة المباراة الأولى في تاريخ الدوري، إلى حدود مجريات مباراة الأحد الماضي بين لوس أنجليس ليكرز وميامي هيت، لكن “إيزياه توماس” أحد غرماء الأسطورة جوردن أبى إلى الإعتراف بمستوى اللاعب ليبرون جيمس، حين اعتبره الأفضل والأكثر كمالاً من بين اللاعبين الذين عاصرهم طيلة مسيرته.

الوجه الآخر للنجم ليبرون جيمس

تألق جيمس اللافت طيلة مسيرته الحافلة بالأرقام والألقاب، لا يقتصر فقط على أرضية ملاعب كرة السلة، بل ذاع صيته خارج القاعات المغطاة نتيجة اهتمامه المتواصل بمبادراته التعليمية وأنشطته الاجتماعية، معتبراً هذه الخطوات بمثابة دوره داخل مجتمعات الولايات المتحدة الأمريكية، كما يسعى في الاستمرار بإحداث تغيير شامل بمجال التعليم وغيرها من المجالات، بالإضافة إلى تنوير المجتمعات وبناء أسس اجتماعية ثابتة، بعد تصريحات جيمس المثيرة الجدل المتعلقة بمقتل جورد فلويد خلال شهر ماي الماضي، لم يسلم منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبات من أشد المنتقدين له في سياسته، مؤيداً المظاهرات الشعبية ضد العنصرية.

 (سفيان أريگو)