متاعب نوفاك دجوكوفيتش مع السلطات الأسترالية لم تنته بعد، الفائز ببطولة أستراليا المفتوحة تسع مرات استطاع استئناف قرار إجلائه من استراليا، لكنه يعيش وضعا أقل ما يقال عنه إنه غريب، عودة لشريط الأحداث:
دجوكو يصل لمطار ميلبورن الدولي للمشاركة في أولى بطولات الغران سلام لهذه السنة الجديدة، بطولة أستراليا المفتوحة، بعد أيام من الشك و الغموض، النجم العالمي يؤكد عبر حسابه على انستغرام أنه تحصل على “تصريح طبي” مؤشر عليه من سلطات ولاية فيكتوريا (عاصمتها ميلبورن) لدخول أراضيها، علما أنه غير ملقح ضد كورونا…
هذا الإستثناء أثار لغطا كبيرا في أستراليا، وسائل إعلام محلية و رياضيون سابقون يتحدثون عن “محاباة” لدجوكو في حين أكد عمدة ولاية فيكتوريا أن البروتوكول تم احترامه: ” كان هناك 2000 طلب للترخيص الطبي تم تقديمها في الأيام الأخيرة لم يُقبل منها إلا ثلاثون، و دجوكوفيتش بينهم… الإستثناءات التي تُعطى تمت دراستها من طرف لجنتين طبيتين مختلفتين، ليس هناك أي داع لكل هذا الكلام…”

رغم كل هذا، نوفاك يجد نفسه ممنوعا من طرف السلطات من الخروج من المطار الذي وصل إليه مساء الأربعاء، السبب كان حسبها هو عدم تقديم الوثائق الكاملة للاستفادة من التصريح الطبي، ليتم عزل اللاعب مع طاقمه لما يقارب الثماني ساعات في غرفة بالمطار، دون هاتفه و حقيبته اليدوية، و هذا ما أثار استياء كبيرا لدى محبي النجم الكبير و الجمهور الرياضي عامة، بل أخذت القضية أبعادًا سياسية بعد تدخل الرئيس الصربي الذي فجرت تصريحاته ما يشبه الحادث الديبلوماسي (إقرأ مقالنا السابق : دجوكوفيتش ممنوع من دخول أستراليا).
الشرطة الأسترالية تلغي تأشيرة دجوكوفيتش الذي أصبح مطالباً بمغادرة البلاد فورا، لكنه يقوم بطلب استئناف هذا القرار لدى المحكمة العليا لولاية فيكتوريا، و محاموه نجحوا في الحصول على “وقف التنفيذ” و عليه انتظار الجلسة التي ستبث في القضية و التي ستعقد الإثنين المقبل…

في انتظار ذلك، يقيم دجوكو و طاقمه في فندق مخصص للاجئين و الوافدين في وضعية غير قانونية أو في انتظار التسوية، و هي بناية عادية تفتقد لأبسط وسائل الراحة، “بارك أوتيل” ذي السمعة السيئة الذي يتم فيه تجميع أصحاب الوضعية غير القانونية، فندق ذو بنية متهالكة و مرتع للحشرات و الجرذان… هكذا على الأقل تصفه تعليقات منصات التواصل الإجتماعي و بعض الجمعيات التي تنتقد الظروف التي يعيش فيه نزلاؤه… عمدة ولاية فيكتوريا قال إن “السيد دجوكوفيتش تتم معاملته كباقي الوافدين في مثل حالته، سينتظر في الفندق المخصص لذلك لحين البث في حالته، مثله مثل الآخرين…”

بينما تجمع عشرات محبي “نولي” أمام الفندق لدعم نجمهم، التحق بهم ناشطون جمعويون و مناهضون للتلقيح ضد كورونا ممن رفعوا شعارات تنادي ب “الحرية و العدالة” حيث ظهر في الساعات الأخيرة وسم #novax نو-فاكس الذي يلمح لإسم نوفاك و يعني “لا للتلقيح”…
هو إذن نقاش كبير، قضية رأي عام يختلط فيها الرياضي بما هو قانوني و حقوقي و إنساني مرورا بالدبلوماسية و السياسة… و هي معركة يخوضها الفائز ببطولة أستراليا تسع مرات للدفاع عن لقبه و البحث عن العاشر، لكنها قضائية هذه المرة و بعيدة عن الملاعب الرياضية…
اترك رد