سوبر “رياض مدريد ” !!

حقق نادي ريال مدريد كأس السوبر الإسباني التي أقيمت كما هو معلوم في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، و التي كانت فأل خير عليهم و ذلك بعد تغلبه في المباراة النهائية على خصمه أتليتيك بيلباو بهدفين لصفر…

و كان الريال قد تغلب في مباراة نصف النهائي على غريمه الأزلي برشلونة بثلاثة أهداف لهدفين بعد التمديد، و هو اللقاء الذي كان مثيرا و ممتعا، أما أتليتيك بيلباو، فقد تمكن من إقصاء خصمه أتليتيكو مدريد في نصف النهائي الثاني، بعد أن تجاوز تخلفه بهدف و قلب النتيجة بفضل ييراي و ويليامز جونيور.

بالعودة للقاء النهائي، تبين منذ البداية أن الريال كان أكثر هدوءا و تحكما في الكرة، بفضل تجربته الكبيرة و تجانس مجموعة تلعب مع بعضها منذ سنوات و متعودة على خوض النهائيات، و بفضل حنكة مدرب قديم جديد استفاد من هفوات ولايته الأولى و عرف كيف يستخلص منها الدروس، أما الباسك، فقد تحسنوا كثيرا منذ قدوم المدرب مارسيلينو غارسيا الذي جاء بفلسفة مختلفة و بعث روحاً جديدة في اللاعبين، هو الذي كان يمني النفس بخلافة نفسه و تحقيق هذه البطولة للمرة الثانية تواليا و استعادة ذكريات النهائي السعيد ضد برشلونة العام الماضي.

بعد فترة جس نبض لم تدم طويلا، بدأ طرفا اللقاء في تبادل الهجمات التي كانت محتشمة في أولها قبل أن يستغل ريال مدريد فترة سيطر فيها على الكرة، و بعد انسلال من الجهة اليمنى للبرازيلي رودريغو، استطاع تمرير الكرة للمخضرم لوكا مودريتش على مشارف منطقة الجزاء، صاحب الست و الثلاثين سنة يرسلها مقوسة على يسار الحارس أوناي سيمون الذي اكتفى بمتابعتها بالأعين، لينتهي الشوط الأول بهدف لصفر للميرنغي…

و مع بداية الشوط الثاني، عملية هجومية متقنة لأبناء العاصمة تنتهي عند بنزيمة الذي حاول ركن الكرة في المرمى لكنها تصطدم بيد المدافع الباسكي التي كانت مبتعدة عن جسده، الحكم يعود من شاشة الvar مشيرا بيده لنقطة الجزاء، كريم لم يهدر فرصة تعميق الفارق رغم ارتماء حارس بيلباو في اتجاه الكرة، هدفان لصفر في الدقيقة الثانية و الخمسين.

بعد ذلك حاول مارسيلينو قلب الأمور فزج بمهاجمه المجرّب راوول غارسيا إلى جانب الشاب الواعد نيكو ويليامز (جونيور) و استطاع إجبار مدريد على البقاء في مناطقه لكن محاولات مهاجميه افتقدت للدقة، و عند اقتراب المباراة من نهايتها، مدافع الريال ميليتاو يقع في المحظور بعد أن ابعد كرة غارسيا بيده ليعطي الحكم ضربة جزاء للباسك و بطاقة حمراء للمدافع البرازيلي، غارسيا تولى بنفسه تسديدها لكنه يخفق في تسجيل هدف كان ليشعل آخر دقائق المباراة، أو بالأحرى حامي عرين ريال مدريد كورتوا هو من تألق في إبعادها…!!!

ريال مدريد يحقق إذن لقبه الثاني عشر في هذه المسابقة، ليقترب من برشلونة الأكثر تتويجا بها (13 مرة) و هو الثاني بصيغته المستحدثة (أربعة فرق) بعد لقب 2020 الذي أحرزه في جدة بالسعودية، و هو بالمناسبة اللقب الخامس للمدرب أنشيلوتي مع الريال وأول سوبر يحققه ليكون أول مدرب إيطالي يحرز السوبر الإسباني. أما لوكا مودريتش فقد أصبح أكبر لاعب يسجل في هذه المسابقة عن سن ال36 سنة و 129 يوماً، أما بنزيمة فقد أصبح ثاني لاعب يسجل في أربع مباريات متتالية من كأس السوبر (بعد ميسي الذي سجل خمس مرات متتالية)، في حين تألق الحارس كورتوا الذي صد لأول مرة في مسيرته ضربتي جزاء متتاليتين في كل المسابقات مع ريال مدريد.

بعد هذا التتويج، سيعود متصدر الليغا بمعنويات مرتفعة لمواصلة مسيرته الناجحة محليا، و سيدخل أيضا منافسة كأس الملك حيث سيواجه إلتشي قبل أن يصارع في الجبهة الأوروبية إذ سيواجه باريس سان جيرمان بكل نجومه في دوري الأبطال ابتداء من الشهر المقبل، و هي المهمة التي لن تكون سهلة على الإطلاق…