كورونا والكرة.. كيف السبيل الى النجاة؟

شكل فيروس كوفيد 19 المستجد خطرا حقيقيا مند ظهوره في الصين نهاية السنة الماضية وتفشيه في مختلف بقاع العالم مند شهر مارس الماضي، يهدد حياة شعوب العالم قاطبة، وأجبر الحياة على التوقف لمدة ليست بالهينة حيث لزم أغلب سكان العالم منازلهم في إطار مايسمى بالحجر الصحي قصد التخفيف قليلا من وطأة الوباء فأُغلقت الحدود وخُليت الشوارع وهُجرت المساجد والكنائس ومختلف دور العبادة فتوقف العالم عند نقطة فيروس تمرد وطغى فأخد أرواح شهداء كُثُر.

وحازت الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص على نصبيها كاملا من التأثير، فتوقفت كل الرياضات الجماعية منها والفردية، داخلية كانت أو خارجية، ما عصف باقتصاد فرق كثيرة فدمرها تدميرا، وأعاد أخرى إلى نقطة الصفر بعد أن صعدوا للقمة.

اليوم وبعد كل الإجراءات الوقائية المتبعة، لازال الفيروس مستمر في عزف أسطوانة التدمير التي أتى من أجلها، فبالإضافة إلى إجبار الفرق الوطنية من لعب أطول بطولة دوري على الإطلاق وإنهاكهم نفسيا وبدنيا، هاهو نجح في تأجيل مباراة فريق الرجاء الرياضي والزمالك المصري بعد أن ضرب ثمانية لاعبين من صفوف النادي المغربي وأجبر طاقم الفريق للدخول في حجر صحي بعد أن حرمه من السفر نحو دولة مصر، نفس الأمر مع نادي حسنية أكادير المغربي حيث أجبره الفيروس على لعب مباراة نصف نهائي كأس الكاف منقوصا من خدمات سبع لاعبين إثر إصابتهم بالفيروس كما حرم الوداد أيضا من خدمات متوسط ميدانه السعيدي أمام الأهلي المصري.

حتى اللاعبون في أعلى المستويات وذو إمكانيات هائلة لم يسلموا من الفيروس، وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أعلن إصابته بفيروس كورونا الأسبوع الماضي، حارما فريقه يوفنتوس من خدماته، بالإضافة إلى السويدي زلاتان ابراهيموفيتش والبرازيلي نيمار دا سيلفا وزميله الفرنسي كليان مبابي والأرجنتيني انخيل ديماريا، بول بوغبا، رياض محرز،تياغو ألكانتارا، والقائمة طويلة.

الفيروس وضع أندية عملاقة في مواضع ضعف ليس فقط بحرمانهم من نجومهم في مباريات مصيرية وحاسمة، بل أيضا جعلهم يطالبون اللاعبين بتخفيض أجورهم بعد أن نالت كورونا من صنادقهم فأصابتهم بالفراغ، ومنهم من ذهب أبعد من ذالك ولم يجد اي وسيلة غير بيع نجومه لتسوية الوضع الإقتصادي، مايجعل باب المستقبل مفتوح على مصراعيه حول متى سينتهي هذا الكابوس؟ وما السبيل إلى النجاة لو إستمر هذا الوباء مدة اطول؟ هل سنجبر على التعايش معه وما عواقب ذالك؟ والسؤال الأهم هو هل ستعود الحياة يوما كما كانت قبل شهر مارس؟

(عزيز الضيافي)