ميسي و برشلونة ، من يدين لمن؟

سنقدم من خلال هذا التقرير المبسط قراءة بالأرقام و المعطيات لتاريخ ألقاب برشلونة مع ميسي و بدونه، و حتى يتمكن القاريء الكريم من الإجابة بنفسه على السؤال المطروح كعنوان للمقالة، ميسي و برشلونة، من يدين للآخر…؟؟؟

طبعا الإجابة قد تختلف حسب قراءة الأرقام التي سنقدمها، و كذلك حسب زوايا الرؤية، فميسي قدم لبرشلونة في سن الثالثة عشرة بعد أن اقتنصته عيون كشافي الفريق، جاؤوا به بعد أن وثقوا بموهبته المتميزة طبعا، و بعد أن وجدوا أن الطفل يعاني من مشاكل صحية و هرمونية، وفروا له الرعاية و العلاج ليصير ذلك النجم الكبير و تلك الأسطورة التي يصعب تكرارها عبر الزمن، فلولا كل هذا ما كان العالم ليستمتع به طوال كل تلك السنوات و لا يزال، فلو بقي ميسي في الأرجنتين لأصبح لاعبا عاديا ربما كان نجمه ليسطع لفترة قصيرة قبل أن يطاله النسيان، أو لتوقفت مسيرته قبل أن تبدأ حتّى، لأن ما وُفر له من مصاحبة طبية في أوروبا مع كل الإمكانيات التي وُضعت تحت تصرف الدكاترة لا توجد في الأرجنتين، و الجميع متفق فيما يخص هذه النقطة…

لكن من وجهة نظر أخرى، سيقول قائل إن برشلونة “استثمر” في موهبة صاعدة، و ما فعله مع ميسي يبقى أمرا عاديا، فالنادي في نهاية المطاف استطاع الحصول على أسطورة جنى من وراءها مجدا كبيراً، لأن الأرقام التي قدمها “البولغا” و الألقاب التي ساهم بشكل فعال في تحقيقها للبارصا شيء يفوق الخيال، شيء فاق كل التوقعات، فحتى أكبر المتفائلين ممن تنبؤوا له بمستقبل واعد لم يكن ليتخيل تلك النتائج بعد سنوات…

سوف نقدم الآن جردا للأرقام و التتويجات التي حصل عليها الفريق الكطلاني مع ميسي و بدونه، طبعا كرة القدم لعبة جماعية، و ميسي يحتاج لعشرة لاعبين حوله ليلعب، و نحن هنا لا نبخس مجهود كل من زاملوه و كل الأطقم التقنية التي توالت على تدريب المجموعة، لكن الواقع يقول إن تأثير الرّجُل واضح، فهو القائد الملهم الذي يستطيع إبتداع الحلول، و مجرد وجوده على ارض الملعب هو كابوس للمدافعين و الحراس، و هو الذي تمكن من قلب مباريات لا تعد و لا تحصى بفضل لمحة أو هدف هو الوحيد من يعرف سرّه، و لن أكون مبالغا إذا قلت إنه هو السبب المباشر في كل البطولات التي تحققت طوال المدة التي قضاها مع النادي…

الدوري الإسباني: حقق ميسي عشر بطولات ليغا كان في أغلبها هدافا للموسم أو على الأقل بين الثلاثة الأوائل، برشلونة حقق في المجمل 26 ليغا، أي أنه تحصل على 16 بطولة دوري فقط في تاريخه قبل قدوم الأرجنتيني، بمعنى آخر، حقق ميسي 38,5% من مجمل بطولات الليغا التي فاز بها النادي، و هو رقم كبير جداً..

دوري الأبطال: من أصل خمسة، حقق برشلونة أربعة مع ميسي، النسبة هي 80%…!!!!

السوبر الإسباني: تحقق منه ثمانية مع ميسي من اصل ثلاثة عشر، بنسبة 62% مع ميسي…

السوبر الأوروبي: من أصل خمسة ثلاثة مع ميسي بنسبة 60%…!!!

كأس العالم للأندية: ثلاثة من أصل ثلاثة بنسبة 100%

كأس الملك هو الوحيد الذي تحقق كثيرا قبل ميسي، حيث ساهم البولغا في سبعة تتويجات من أصل 31، أي بنسبة 23%…

برشلونة حققت بطولات أخرى فيما قبل، ككأس المعارض و بعض الكؤوس المحلية و الإقليمية و الحبية التي تعتبر أقل قيمة و منها من اختفى تماما في يومنا هذا، و اكتفينا في هذا الجرد بالألقاب الأبرز، و بالإجمال هي ثلاثة و ثمانون لقبا تحقق منها خمسة و ثلاثون مع ميسي، بنسبة تقارب ال43%، و إذا استثنينا كأس ملك إسبانيا التي يعتبرها البعض بطولة ثانوية لأن الفرق كانت غالبا تشارك فيها بالفرق الرديفة، فسنجد أنفسنا أمام إثنين و خمسين لقبا تحقق منها ثمانية و عشرون مع ميسي بنسبة 54%…!!!!

هذه الأرقام تبين بشكل واضح التأثير الإيجابي الكبير للاعب في رفع قيمة النادي و مستواه، أو كيف صنع ميسي تاريخ برشلونة و حوّله من نادٍ يعيش في ظل ريال مدريد إلى منافس و غريم حقيقي، و بفضل ميسي، و هذه ليست قطّ مغالاة أو مبالغة، أصبح لدى برشلونة جماهير عبر كل العالم و روابط مشجعين و متابعون و عشاق من سيول إلى آلاسكا مرورا عبر نيو دلهي و دبي و أكرا و بوينوس آيريس و نيويورك…

و في الأخير عزيزي القاريء، قبل الإجابة على السؤال “من يدين لمن؟”، هل تعتقد أن برشلونة كانت لتقصى من دوري الأبطال و تلعب الدوري الأوروبي بوجود ميسي…؟؟؟؟