مباراةٌ مشتتةُ الذِهن تلك التي خاضها فريق الوداد الرياضي اليوم أمام الأهلي الذي عرف معنى التركيز اصطلاحاً و حتى كروياً، مباراةٌ لم تستطع فيها تركيبة الوداد وضع قدميها في الأرض كأنه فريقٌ يمارس بتشكيلةٍ حديثة العهد لم تعهد اللعِبَ جنباً لجنب .
و ما الهدفُ الأول إلا إشارةٌ واضحة لذلك فمن المعروفِ في أعرافِ كرة القدم أن الفريق الذي يدخل بتركيزٍ عالي هو من قد يخطِفُ هدفاً سريعاً لا توقِفه عنه مقدمات و كان هذا الطرف في مباراة اليوم هو نادي الأهلي عن طريق محمد مجدي افشة في الدقيقة 3′.
قبل نهاية الشوط الأول ضربة جزاءٍ لصالح الوداد و نظرةُ طائرٍ من الفوق قد تجعلك تشاهد بأن لا مختص متيقنٌ بأنه لن يضيع … اقترب من الكرة بدون ضرورة إلحاحٍ للتنفيذ من طرف اللاعبين الآخرين، فبديع أوك كانت ملامحه قد أضاعت ركلة الجزاء قبل تسديدها أصلاً … و ما غياب التركيز و الإعداد النفسي إلا انعكاساتٌ واضحة انعكست على لاعبي الأحمر .
في الشوط الثاني ردَّ معلول على بديع و انتحل إسمه و استعمله كطريقة بديعةٍ تسدد بها ركلات الجزاء، زارِعاً بذلك حُقَن الفشل في أرجل لاعبي الوداد و إن قلنا فقط في مباراة الذهاب .
غياب الإعداد النفسي خاصةً بعد ضياع لقب البطولة في الثواني الأخيرة، كان ظاهراً على مكونات نادي الوداد الرياضي، فمباراة اليوم لعبت قبل ولوج الفريقين لملعب محمد الخامس، و كأنه شيء أو أشياء تنقص الفريق و لو أعيدت المباراة بهذه النفسية لعشرات المرات لفاز الأهلي فيها كاملةً .
انتهى اللقاء بفوزٍ نادي الأهلي و بجدارة و استحقاق، فيما غاب الوداد الذي كان بالحاجة ربما لانتشاءٍ بلقب البطولة أو على الأقل لمعدٍ نفسي يستطيع أن يمسح ذاكرة اللاعبين و يقنعهم بأن هذه المنافسة تسمى ب ” دوري الأبطال ” .
نزار صبري
اترك رد