كلما بدأ الحديث عن كلاسيكو المانيا بين دورتموند وبايرن ميونخ، إلا ويعود النقاش عن سياسة بايرن ميونيخ التي من خلالها يعمل الفريق البافاري على استقطاب أهم الأسماء اللامعة في بقية الأندية الألمانية، وخصوصا من فريق بوروسيا دورتموند.
فجماهير دورتموند الآن تضع ايديها على قلوبها خوفا من رحيل الجوهرة النرويجة هالاند، فعلى مر الزمان وخصوصا في السنوات القليلة الماضية قام فريق باييرن ميونيخ بافراغ بوروسيا دورتموند من أهم لاعبيه المؤثرين، ويتعلق الأمر هنا بالالماني ماريو غوتزه و البولندي ليفاندوفسكي.
وقبل هذا الثنائي كانت هناك أسماء أخرى، نجح بايرن ميونيخ في خطفها من الفريق الأصفر.حيث كانت صفقة الاعب توماس هيلمر أول صفقة أثارت ضجة إعلامية كبيرة بين الفريقين.فالعقد آنذاك نص على منع اللاعب من الانضمام لبايرن ميونخ مهما كان المقابل المادي من النادي البافاري.فحاول بايرن الإلتفاف حول العقد عن طريق ادخال طرف آخر في الصفقة ومحاولة ضمه عن طريق أوكسير الفرنسي مقابل مبلغ مادي للنادي الوسيط. غير أن دورتموند فهم مكر البافاري، فقامت إدارة دورتموند بخروج إعلامي، كشفت من خلاله تفاصيل ما حدث، غير أنه في الأخير لم يحافظ دورتموند على نجمه، لكنه نجح في رفع سقف الصفقة، حيث وصلت إلى 7.5 مليون مارك ألماني وهو رقم قياسي في وقتها في 1992. وفي انتقال لم يحدث أي ضجة إعلامية، رحل الاعب تورستين فرينجز، الى بايرن ميونخ عام 2004 مقابل حوالي 9 مليون يورو، لكنه لم يطل المقام طويلا داخل البيت البافاري.
وتبقى صفقة الثنائي ليفاندوفسكي و ماريو غوتزه أبرز ما اخده باييرن ميونيخ من دورتموند، حيث أن الفريق عانى كثيراً بعد رحيلهما.الحكاية بدأت في عام 2013 ، وذلك أيام قبل النهائي الحلم بين بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا، حيث أعلن النادي البافاري عن نجاحه في الاتفاق مع نجم أسود فيستيفاليا الأول ماريو جوتزة على الانضمام لصفوفه بداية من الموسم الجديد. هذا الخبر زلزل صفوف جماهير دورتموند، خصوصا أنه جاء في توقيت غير مناسب بتاتا، وبعد عودته إلى ملعب سيجنل إيدونا بارك استقبلت الجماهير نجمهم السابق بصافرات الاستهجان تعبيرا على سخطهم على ما فعله ماريو. وبطبيعة الحال دارت الأيام ثم عاد مجدداً إلى بيته الأول قبل الإنتقال إلى الدوري الهولندي.
ولم يكتفي البايرن بهذا، فلقد عاد مجدداً إلى زعزعة استقرار الفريق الأصفر، من خلال تعاقده مع النجم الاول في دورتموند، البولندي ليفاندوفيسكي، وبرر البولندي انتقاله رغبة منه في الحصول على دوري ابطال اوروبا.
وعن هذه الصفقات المتتالية عمل مدافع بروسيا دورتموند “ماتس هوميلس” على شن هجوماً عنيفاً على إدارة بايرن ميونيخ، حيث قال بأنها تسعى لزعزعة استقرار “أسود شمال الراين فيستفاليا”، مستشهداً بحصول بايرن على أفضل مواهب بروسيا في الآونة الأخيرة مثل “ماريو غوتسه وروبرت ليفاندوفيسكي”، بخلاف المحاولات “المستميتة” مع ماركو رويس، وبعض هذا التصريح بأقل من ثلاث سنوات انتقال هو أيضا إلى باييرن ميونيخ، وبدأ البعض يسخر من تصريحاته السابقة.
و مع كل ما حدث نجح يتسائل البعض عن سر هذه القوة التي يمتلكها بايرن ميونيخ في حسم صفقات كبيرة، وحسب تقارير صحفية فإن النادي يستفيد من دعم مالي كبير من شركات كبرى، فمع انضمام شركة آودي لصناعة السيارات الألمانية لقائمة مالكي نادي بايرن بدأت السيولة المالية للنادي تنتعش حيث حصلت الشركة على نسبة 9 بالمئة مقابل 90 مليون يورو دفعة أولية و10 ملايين يورو سنويا مع نهاية 2019 . هذا بالإضافة إلى ما يدفعه داعمو بايرن الآخرون مثل أديداس، التي تضخ في ميزانية النادي مبلغ 25 مليون يورو سنويا، في عقد ممتد حتى نهاية 2020. بالإضافة إلى شركة تيليكوم للاتصالات. إلا أن المحرك الرئيس لخزينة الفريق قد يكون شركة الطيران الألمانية الأكبر لوفتهانزا، ألتي ألمح بعض المراقبين إلى أنها مستعدة لدفع أي مبلغ يريده بايرن لشراء أي لاعب يريد.ليكون فريق البايرن متقدم بخطوات كبيرة على بقية منافسيه في البوندسليغا والنتائج تعكس ذلك.
محمد موسى
اترك رد